احلى حمص

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
احلى حمص

شباب وصبايا سوريا منتدى اجتماعي

للتسجيل في المنتدى
وتصفح الموقع بشكل افضل
ننصحك بتصفح الموقع
 بموزيلا فاير فوكس
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني واخواتي الكرام
 يرجى عدم وضع اي اعلانات
 عن اي منتدى وموقع اخر لا
بالبيانات الشخصية ولا بالصورة الرمزية
 يرجى الالتزام

 اعضاء منتدانا الكرام المنتدى منتدى حاليا
للقراءة واطلاع على مواضيع فقط
ونعتذر من جميع


    حكايتي مع السلاح !!

    ahmad 007
    ahmad 007
    المشرف العام
    المشرف العام


    ذكر
    عدد المساهمات : 759
    نقاط : 1688
    تاريخ الميلاد : 08/03/1994
    تاريخ التسجيل : 06/12/2010
    العمر : 30
    المزاج : أخر بسط

    حكايتي مع السلاح !! Empty حكايتي مع السلاح !!

    مُساهمة من طرف ahmad 007 الإثنين ديسمبر 20, 2010 8:55 pm




    حكايتي مع السلاح !!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... اخواني اخواتي اعضاء منتديات نسيم الروح ... احببت ان تكون اول مشاركاتي في هذا المنتدى الرائع ، قصه قصيره رائعه جدا نابعة من قلم حر
    تطول ولكنها تقصر في نفس الوقت
    واترككم مع القصه

    حكايتي مع السلاح


    أرخى الليل جدائله البيضاء ، واستقرت السكين في أعماق الأرض ، ونزل السم في نفوس البشر ، وهكذا حتى احكم الطوق ، على شاطئ البحر كنت امشي ، على شاطئ البحر رسمت خيال نفسي ، على شاطئ البحر كنت اجري ثم اجري ثم اجري ، أراقب البحر والبحر يراقبني ، هل البحر آمن ؟ هل أمد يدي للبحر لنصبح أصدقاء ؟


    ذات يوم البحر مد لي يده فقال : أنا منك وأنت مني ، وعلى شاطئه كانت الحكاية ، حين اختفى من الوجود كل شيء حتى البشر والحجر والشجر ، ووسط سكون الليل البهيم ، إنسان ولي حكاية احمل بندقيتي السمراء ، وهامتي تعلو حتى السماء ، ولي بنت اسمها إباء ، عيونها سمراء ، وهامتها مثلي نحو السماء ، في لحظات يؤجر فيها الرجال ، وتوهب الأوطان بغير عوض ، وتكتب صكوك التنازل دون روية ، أعيش بين زقاق مخيمات الصمود والتحدي ، وكل يوم احمل بندقيتي ، أقبل طفلتي التي تلمس ذقني وتقول : يا أبت لا تنم حتى يأتي الصباح ، ولا تركن سلاحك حتى يبزغ الفجر ، " زوجتي سأعود في الصباح ، لا تقلقي على الرجال لأنهم عائدون لا محالة حتى ولو على أكتاف الرجال "، أقف وجنبا إلى جنب مع زملائي عند نقاط الرباط ، آكل في كل مساء كسرة من الخبز مع قطعة من التمر ، أنا وأصدقائي نتبادل الحديث ، ننشد النشيد ، نحاكي السماء والنجوم ، نقبل بنادقنا نعانقها تماما كما تعانق السماء الغيوم ، الزنانة جزء من ما اطرب عليه كل يوم ، هل نترك إخواننا في السجون ؟


    هل نصم آذاننا عن أصواتهم ؟


    عن صرخات زوجاتهم ؟


    عن آهات أمهاتهم ؟


    فالواجب هو الواجب ... اقسم بأننا لن نركع .


    في صباح يوم 27 من كانون الأول ، توجهت من نقاط الرباط لأخلد شيئا من الراحة في بيتي ، حتى أواصل مشواري المعتاد ، أغمضت عيناي ، لم أكن نائما في الحقيقة ، فتحت عيني ، فما وجدت إلا وابنتي إباء الحلوة الصغيرة تقفز حولي ، أبي : لم اطلب منك شيئا من قبل ، قال : نعم ما المطلوب ؟


    قالت : أريد أن أقول لك ما أريد في أذنك حتى لا تسمعني أمي فتغضب مني ، أريد أن .. امسك السلاح .. صمت قليلا ثم قلت : نعم أعدك ، لم يكملها حتى سمع صوت انفجار قوي ... أمسك سلاحه ولبس ثياب الشرف ، ما الذي حصل ؟!


    رأيت أبا احمد ، أبا احمد ما الذي حصل ؟! لم يكلمني ، رأيت أبا المهند ، أبو المهند ما الذي حصل ؟ أبو المهند لا يجيب ... الجميع يركض ... كل يريد أن يؤمن على أولاده ... رأيت أخي ، ما الذي حصل ؟ !


    قال : باغتونا وأصابوا مركز الشرطة والعشرات من الشهداء على الأرض ... احمل سلاحك يبدو أن الحرب قد قرعت أجراسها ..


    لا ادري لماذا أصبحت ابكي ... ألانني سمعت الخبر ؟ .. أم لأنني لم اجب طلب ابنتي بأن احملها السلاح .. فلعلي لا أعود .. ولكنني على الوعد .


    لماذا أقف هنا ؟ الوطن بحاجتي الآن أكثر مما مضى ، لن ندع العدو يمر ، وقفنا كل في مكانه ، وزعت المهام علينا ، وضعت في مهمة الاشتباكات ، ولا أدري كلما نظرت في سلاحي أرى صورة ابنتي عليه ، ألانها كانت تتمنى أن تحمله ؟ صبرا يا إباء ... ستحملينه يا ابنتي بعد أن تعلن تباشير النصر .


    انقطعت الإخبار ، وأخذت أيام الحرب العصيبة تمر علينا مرور السنوات ، وبحمده تعالى لم أشعر بالجوع فقد كان مع كل شخص منا إعاشته ، علبة من الماء ، مع بعض التمرات ، يا ترى ما الذي حل بابنتي وزوجتي ؟


    وفي اليوم العاشر من الحرب كانت الاشتباكات عنيفة ، سمعت صوت احدهم انتبه .. الدم ينزف من يدك ، لم أشعر بالإصابة فالجرح الذي أصاب غزة أعمق من جرحي ، ربطت جرحي وباشرت مهمتي ، وفي كل يوم من أيام الحرب كنا نسمع عن عشرات الشهداء ، أسائل نفسي يا ترى هل ابنتي وزوجتي معهم ؟!!


    وفي اليوم الثاني عشر من أيام الحرب ، جاء احدهم وهو من أقاربي إلى موقع الرباط ، كنت جالسا في مكاني ، سمعت احدهم ينادي .. .أين أبو الإباء ؟


    أحسست حينها بشيء ، قمت مسارعا ودون مقدمات ، هل زوجتي بخير ؟ وماذا عن إباء ؟


    هل هم جائعون ؟


    أين يجلسون ؟


    كيف ينامون ؟


    قال : لا تقلق ما دامت غزة بخير الجميع بخير ، أم الإباء بخير وإباء ... صمت قليلا ... قلت : إباء وهل حصل لها أي مكروه ؟ أجاب : لا لا تقلق ، إنما توجه لك رسالة وتقول : ابق عند وعدك يا أبت ... وكن ثابتا ثبات الرجال ...


    آه يا ابنتي كم يعتصر قلبي لرؤيتك لكن الوطن يناديني ، انتظر قليلا ، اخبر إباء بأنني على الوعد ، وأوصها بطاعة والدتها .


    ذهب صاحب المرسال .. واخذ شوقي يلتهب أكثر فأكثر ، لكن ثمة شيء قد هون علي ما أنا به ، وهو تكاتفنا أبناء المهمة على قلب رجل واحد ، فحزننا واحد ، وفرحنا واحد ، لأن الأرض واحدة ، وسر الخصب واحد ، فما أجمل أن يحيا المرء حياته مع البندقية ، وما أجمل أن يكون المرء رجلا في زمن عز فيه الرجال ، وكثر فيه التفريط والانحناء ، ففلسطين عروس للرجال ، مهرها بندقية وشهادة ، وثوبها عزة وكرامة ..


    أصبح الموقف صعب ً والمعركة يجب أن تحسم ، وبحمد الله ، وبمحدودية الإمكانات ، وعلى أرض الرباط والبركة ، نقف وقفة الأسد المدافع ، لنرهب الجيش الذي يقال بأنه " أسطورة الجيش الذي لا يقهر " ، ما هذا الجيش ؟!


    نسمع صراخه وبكاءه ، نرى تقهقره في كل لحظة ، بات الأمر لصالحنا ، أصبح العدو لا يفرق بين حجر و شجر وبيت ومدرسة ، أراد أن يغطي على فشله بقصفه العشوائي ، أخذ عدد الشهداء يزداد وفي كل يوم ...


    يا الله متى سأحقق الوعد ؟


    متى ستنتهي المعركة ؟


    يا الله ألطف بزوجتي وابنتي ، لم يأت احد ليطمئنني عليهما .


    وأخيرا .. وفي اليوم السابع عشر على الحرب ، جاء قريبي مرة أخرى إلى مكان الرباط ، سارعت إليه .. كيف إباء ؟ كيف زوجتي ؟


    قال : في الحقيقة .. ثم صمت ، قلت : ماذا ؟ أكمل .. ماذا حصل ؟


    هل حصل أي مكروه لا سمح الله ؟


    قال : زوجتك قد استشهدت ، وابنتك إباء أصيبت وهي الآن في حالة حرجة ، حيث قذائف الفسفور لم تعقب أي احد .


    لم يكن موقفي مغايرا لموقف المجاهدين من حولي .. فيبدو أن كثرة الهموم والإصابات قد هونت علي ما أنا به .. فقد كنت خجولا من نفسي في تلك اللحظة .. فقد كان نصيبي من التضحيات أقل واحد من بين المرابطين .. فمنهم من قدم أبناءه ومنهم من قدم من أبناءه حتى أجداده .. سارعت وسجدت سجود شكر لله ، ورفعت يدي للسماء وقلت : ربي ابق إباء حية حتى يتحقق الوعد ... وحينها ذرفت دموعي ، وقلت ربي ارزقني الشهادة وألحقني بزوجتي .


    رد قريبي قائلا : ألا تريد أن تأتي معي لترى ابنتك إباء ؟


    كانت تردد اسمك طوال الوقت .. صمت قليلا .. وأصبحت الآراء تتضارب في مخيلتي .. لا شك بأن الموقف صعب .. خاصة وأنا المقاوم الإنسان .. لا أقتل لعبث ولكن لتحيى كرامة الإنسان .. ابنتي أغلا ما عندي .. وبندقيتي لا أبيعها ولو بأغلى الأثمان ... الأرض مني وأنا منها .. ودمي مجبول بعشق الأوطان ... فأنا العاشق الولهان .. لا لشيء إنما لتحيى كرامة الإنسان ... بنيتي حبيبتي أنا على الوعد ، وأعلم جيدا بأني لو طلبت مشورتك لقلت الوطن أغلا من إباء ..


    استيقظت من شرودي حينما وجدت المقاومين كل يلتف حولي .. أرى في عيونهم تعابير تعجز عنها الكلمات .. الأرض عطشى ولن تروى إلا بدماء الشهداء ... نعم ... هكذا يريد أبناؤنا منا أن نكون ، حاضرين عند الشدة ... مؤثرين عشق الأرض على عشق الأبناء .. وعشق الشهادة على عشق الحياة ... جلودنا دروع منيعة ... أجسادنا حصون عظيمة ... هاماتنا نحو السماء ... اكفنا على الزناد ... عيوننا ترقب الفجر وبعد عتمة كل مساء ... هكذا هي الحياة التي نريدها لأبنائنا ويريدها أبناؤنا لنا ... مجبولين بتراب الأرض ... نوقد شمعه ... نبني خيمة ... نمسح دمعة ... نرسم بسمة 000 نكتب تحت الصخر وفوق الصخر لا لن نركن للأعداء .







      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 6:30 am