قالت وكالة الانباء الصينية شينخوا "إن سورية تعد منذ القدم بلد الزيتون وموطنه الأصلي ومنها نقل الرومان زراعة هذه الشجرة إلى إسبانيا وبقية دول حوض البحر المتوسط وبسبب كون الماضي والحاضر يتعانقان دائما في سورية فقد احتفظت شجرة الزيتون بموقعها الرائد بين الأشجار المثمرة التي تزرع فيها".
وأضافت الوكالة في تحقيق لها من مدينة ادلب عن الزيتون السوري وانتشاره بكثافة وروعته في هذه المدينة الواقعة شمال سورية "إن الناس يطلقون على هذه المدينة لقب "ادلب الخضراء" لكثرة أشجار الزيتون فيها إذ احتلت المرتبة الاولى بزراعتها إلى جانب الاشجار المثمرة الاخرى".
وأشارت الوكالة إلى أن الإنسان عرف هذه الشجرة منذ اقدم العصور واستمتع بمنظرها وتلذذ بطعم ثمرها الاخضر وزيتها الشهي الذي يعطي للطعام نهكة خاصة فباتت رفيقة درب الانسان ومصدر رزقه في كثير من الاحيان فهي شجرة معمرة وقد يصل عمرها في بعض الاحيان إلى مئات السنين لافتة الى انه ليس من الغريب ان يتغنى الشعراء والكتاب بشجرة الزيتون التي تعد اغصانها بحق رمزا للسلام والخير والمحبة بين الشعوب .
وقال فراس سويد مدير مكتب الزيتون التابع لوزارة الزراعة في سورية لـ شينخوا: إن المزارعين في محافظة ادلب يطلقون على شجرة الزيتون إسم "الذهب الاخضر" كناية عن أهميتها وإنتاجها الذي يساوي أحيانا قيمة الذهب الاصفر "القمح" والذهب "الأبيض" القطن اللذين تشتهر بهما سورية أيضا.
وأوضح سويد أن زراعة شجرة الزيتون في محافظة ادلب تحتل المرتبة الاولى ويبلغ اجمالي عدد الاشجار المزروعة من الزيتون فيها 13 مليونا و950 الف شجرة من اصل 93 مليون شجرة زيتون في سورية حسب احصاء عام 2009 مضيفا ان نسبة زراعة الزيتون في ادلب تشكل 20 بالمئة من اجمالي المساحة المزروعة التي تبلغ نحو 65 بالمئة وان انتاج سورية من الزيتون لهذا العام يبلغ نحو 950 الف طن تقريبا من ثمار الزيتون من بينها نحو 187 ألف طن في ادلب.
وأشار سويد إلى أن سورية تحتل المرتبة الرابعة من حيث المساحة وعدد الاشجار عالميا بعد كل من اسبانيا وايطاليا واليونان مؤكدا أن زراعة الزيتون تتميز بأنها زراعة فتية لأن نحو 57 بالمئة من اشجار الزيتون تتراوح اعمارها بين 1 إلى 20 سنة و38 بالمئة من الاشجار بعمر من 20 الى 70 سنة و4 بالمئة فقط بعمر فوق ال70 سنة.
وبخصوص إنتاجية شجرة الزيتون في سورية قال سويد للوكالة الصينية: إن سورية تحتل المركز الخامس عالميا بعد كل من اسبانيا وايطاليا واليونان وتونس.
وتنظم محافظة ادلب سنويا مهرجانا شعبيا يطلق عليه اسم "عرس الزيتون" يصور طقوس قطف الزيتون في المحافظة ويرصد اللحظات الجميلة التي كان يقوم بها المزارعون في تلك الأيام من أهازيج يرددونها واكلات شعبية تعد خصيصا لهذا اليوم الجميل الذي يجني فيه المزارع ثماره ويرى نتيجة تعبه طيلة أيام السنة.
وختمت الوكالة الصينية بالقول إنه ينظر إلى شجرة الزيتون على أنها بمثابة الثروة لمالكها فكثيرة هي العائلات في الريف السوري التي ربت أبناءها وعلمتهم وبنت لهم مساكن من خلال شجرة الزيتون وتجارة الزيت.