الحب ليس معركه نتذوق فيها الانتصار او الهزيمه, وهو ليس مجرد تصرفات او افعال لها مقدمات ونتائج. انه حاله شعوريه يقوم فيها( الهوي) بدور( الهوا), في الحنو تاره وفي العصف بالانسان تاره اخري. ويكاد المحب يشعر بانه( ريشه في مهب الريح) !! فلاهو قادر علي( الثبات) ولا هو بمستطيع ان( يتحرك), انما تحركه قوي غامضه خفيه, في اتجاهات قد لاتخطر علي باله!!
ان المحب في حاله استسلام دائم. لكنه يشعر احيانا بانه صاحب قرار!! وصحيح انه عندما( يقرر) الابتعاد او الانتقام, يشعر بعمق الانتصار ونشوه الفوز بالاراده لكنه لايدري ان يدا خفيه غامضه تعيده الي حيث كان.. بل والي ابعد مما كان.. في نكسه لايبدو لها اي سبب!! عندئذ يشعر بان( القرار) بيده.. وانه سهل.. لكن تنفيذ القرار مستحيل.. وفي غايه الصعوبه.. انه يبحث عن سبب واحد للانتكاسه.. عن مبرر واضح للعوده.. فلايجد.. كل مايراه انه لايزال في موقفه.. يتلفت حوله كمن لايصدق انه لم يبتعد.. ولم يفترق فيلبسه شعور السراب..الفراق كان سرابا.. والبعاد كان وهما.. ارادته تخدعه.. توهمه انه سيقرر وينفذ, لكنها تذوب في ذاتها, وتحترق من داخلها, ويشعر المحب بانه قد فقد الاراده او فقد نفسه
ثم انه حينما يشعر بالاخفاق في البعاد, لاتحره دموع الياس ولاتحركه نوازع الهزيمه, انما المدهش والمثير في الحب ان الهزيمه فيه انتصار.. وان الدموع في الفشل, دموع ابتهالات بالعباده.. انه في لحظه الشعور بالاخفاق ينزلق الي مشاعر الاستغراق.. يغرقه شعور عكسي بالاقتراب والاندماج بعد ان( تذوق) لحظه من لحظات البعاد.. ليس لديه سبب مما يبحث عنه الناس.. فلا اسباب البعاد زالت, ولاشمس الخلاف مالت. هو يجد نفسه( عائدا) قبل ان يذهب.. وسعيدا قبل ان يحزن!! انها عاصفه البعاد يستشعرها قبل ان تسحقه, ويسمع فحيحها كلما اقترب منها, لذلك نجده لائذا بالفرار بعد القرار!!
………………..…