قال النبي صلى الله عليه و سلم ( الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر)
كان الإمام الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى يوما وكان قاضيا كبيرا جليلا ,وكان يوما ذاهبا إلى مجلس القضاء فخرج على بغلة مسرجة مطعمة وعليه ثياب ومعه بعض الخدم والحشم, وكان يهودي في ثياب متواضعة وكان رقيق الحال فقيرا ,فلما رأى الحافظ ابن حجر على هذه الصورة يحسبها من أمر الدنيا التي فتحت ووجد نفسه هو في هذا الضيق ذهب إلى الحافظ ابن حجر وهو على دابته فقال له إن نبيكم صلى الله عليه و سلم يقول (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) فكيف يكون ما أنت فيه سجنا وكيف يكون ما أنما فيه جنة. فقال الحافظ ابن حجررحمه الله تعالى إنما أنا فيه وما هو أكثر منه مهما بلغ بجانب نعيم الله تبارك و تعالى في الجنة لا شيء , وما أنت فيه مهما كان قليلا وما أنت فيه من فقر ومذلة هذا بالنسبة لتار الآخرة جنة فأنت في جنة, وأما أنا فمهما كنت في نعمة ظاهرة هذه نعمة ظاهرة بالنسبة إلى الجنة لا شيء.
هذا شرح لهذا الحديث .
وهناك قول آخر فيه وهو أن المؤمن في الدنيا يكون مقيدا بالتعاليم يكون محكوما بأحكام رب العالمين وسنة سيد المرسلين فإذا أراد أن يصنع شيئا جاءه النص لا تفعل إذا كان ذلك مخالفا, وإذا ما تقاعس عن أمر مما يميل إليه الطبع ويركن إليه الهوى جاءه النص أن افعل فهو محكوم بقال الله و قال رسوله صلى الله عليه و سلم . و أما الكافر فلا يحجزه عن تحقيق شهواته شيء .......